ان أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم
عندما تأملها ، تمثل معجزة ظاهرة من معجزاته
صلى الله عليه وسلم
فقد أتى جوامع الكلم ،
ومن تدبر الأدعيه الصحيحة الثابتة عنه ،
وما فيها من المعانى الرائعة الجميلة
التى تجعل القلب و العقل والروح تقف مبهورة
أمام هذا الجمع الهائل من حقائق الايمان فى جمل بسيطة ،
والتى تدخل مباشرة الى القلب المفتوح لها.
نسأل الله أن يشرح صدورنا
ويفتح لقلوبنا عيونآ تبصر بها هذا الجمال
وتسقى من معينه الميسر حتى تحيا من جديد
حياة من نوع آخر وتستنير بنوره
_ صلى الله عليه وسلم _ الذى جعله الله له
((يا أيها النبى انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا (45)
وداعيا الى الله باءذنه وسراجا منيرا ))
(الاحزاب :45ـ46)
ورغم تباعد السنين
يصل نور هذا السراج الى من اجتباهم الله
من عباده قويآ ظاهرآ مبهرآ
فيقول المرء فكيف بمن اقترب منه
زمانآ ومكانآ وعلمآ وعملآ وسلوكآ
فكيف بمن رأه وصحبه كيف نصيبهم من هذا النور
فاللهم اجعل لنا فى قلوبنا نورا ،
وفى لساننا نورا ،
واجعل فى سمعنا نورا ،
واجعل فى بصرنا نورا ،
واجعل من خلفنا نورا ،
واجعل من أمامنا نورا ،
وأجعل من فوقنا نورا ،
ومن تحتنا نورا ،
اللهم أعطنا نورا ،
فمن لم تجعل له نورا فما له من نور .
فقوله ـ صلى الله عليه وسلم
( أستغفرك وأتوب اليك )
فهذا الدعاء العظيم من معجزات النبى
ـ صلى الله عليه وسلم ـ الباهرة بلا شك
يعجز الناس أن يأتوا بمثله أبدآ ،
( فكيف بالقرآن العظيم )
وقد تضمن أنواع الخير
ومعانى الايمان
وجدد الايمان فى القلب
ولم يبق الا ازالة المعوقات
ومحو العقبات
ومباعدة الأسباب التى تحول بين القلب وبين الله
وهى الذنوب والمعاصى ،
فكيف هذا المحو والازالة . . ؟
(بالاستغفار) وهو طلب المغفرة ،
وهى الستر مع الوقاية من أثر الذنب ،
والتوبة وهى الانابة والرجوع الى الله
بالعمل بطاعته ،
نادمآ على معصيته ف(الندم توبة)
كما قال النبى صلى الله عليه وسلم :
عازمآ على أن لا يعود للمعصية ،
مقلعآ عنها بالفعل،
مصاحبآ لأهل الصلاح فى طاعتهم بالقلب والبدن ،
فأللهم أغفر لنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم .
أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن العظيم
وبسنة رسوله الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وأن يجعل قرة عيوننا فى الصلاة ،
وأن يرزقنا لذة النظر الى وجه ،
والشوق الى لقائه
فى غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ،
اللهم زينا بزينة الايمان
واجعلنا هداة مهدين .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله
وأصحابه أجمعين .
والحمد لله رب العالمين .